الداعي إلى الله رب العالمين الداعي إلى الله رب العالمين
اللّهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، وعلمتنا الحكمة والقرآن، اللّهم اجعلنا لكتابك من التّالين، ولك به من العاملين، و بالأعمال مخلصين و بالقسط قائمين، وعن النار مزحزحين، و بالجنات منعمين و إلى وجهك ناظرين. - اللّهم احيينا مستورين، و امتنا مستورين، و ابعثنا مستورين، و أكرمنا بلقائك مستورين، اللّهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض <‎/MARQUEE>

أذكار

اللّهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، وعلمتنا الحكمة والقرآن، اللّهم اجعلنا لكتابك من التّالين، ولك به من العاملين، و بالأعمال مخلصين و بالقسط قائمين، وعن النار مزحزحين، و بالجنات منعمين و إلى وجهك ناظرين. - اللّهم احيينا مستورين، و امتنا مستورين، و ابعثنا مستورين، و أكرمنا بلقائك مستورين، اللّهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض <‎/MARQUEE>
جاري التحميل ...

أعمال صالحات في أيام النفحات ( التوبة )

 

أعمال صالحات في أيام النفحات

 ( التوبة )

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه ومن والاه و بعد:

فيا من رق قلبك، وخشعت جوارحك، ودمعت عينك، تب إلى الله، وعاهد ربك من الآن على التوبة، على ترك المعاصي، على ترك الذنوب، على السير على طريق الحبيب المحبوب محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الدنيا -والله- مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة.

هيا تب إلى الله، واعلم بأن الله -وهو الغني عن العالمين- سيفرح بتوبتك، سيفرح بأوبتك، سيفرح بعودتك، اسمع لربك وهو ينادي عليك: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

واسمع إلى الله وهو ينادي عليك في الحديث القدسي الذي رواه مسلم والترمذي واللفظ للترمذي من حديث أنس: (يا بن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).

موعظة ابراهيم بن أدهم

يامن أردت التوبة ولم تستطع انظر إلى موعظة إبراهيم بن أدهم حينما جاءإليه رجل وقال: يا إبراهيم! لقد أسرفت على نفسي بالمعاصي والذنوب، فماذا أصنع؟ أريد أن أتوب إلى الله عز وجل، فماذا أصنع؟

ماذا قال إبراهيم بن أدهم لهذا السائل؟ قال له: يا هذا! عليك بخمس خصال لتكون من أهل التوبة، ولتترك المعاصي.

قال: هاتها يرحمك الله.

قال إبراهيم: أما الأولى: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزق الله! أيها العاصي! أذكر بهذا نفسي والله، فأنا أولكم، إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزق الله! قال الرجل: سبحان الله! وهل الأرزاق كلها إلا من الله يا إبراهيم؟!؟ {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود:6]، {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}  فقال له: فهل يجدر بك أن تأكل رزقه وتعصيه ؟ قال: لا، هات الثانية.

قال إبراهيم: أما الثانية: إن أردت أن تعصي الله فابحث عن أرض ليست لله فاعصه هناك؟! ابحث عن مكان ليس ملكاً لله، فكيف تجرؤ على أن تعصي الله في ملكه؟! فقال الرجل: يا إبراهيم! الأرض كلها لله، {إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ} [الأعراف:128]، فكيف تقول لي هذا؟! فقال إبراهيم: فهل يجدر بك أن تعصي الله في ملك الله؟! فكر -يا أخي- هل يجدر بك أن تعصي الله في ملك الله سبحانه؟! قال الرجل: هات الثالثة يرحمك الله.

قال: أما الثالثة: إذا أردت أن تعصي الله جل وعلا فابحث عن مكان أمين لا يراك الله فيه! أمسك أعرابي أعرابية في الصحراء، وأراد أن يفعل بها المعصية، فقالت له هذه المعلمة المربية التي أرادت أن تربيه على مراقبة الله: اذهب وانظر هل يرانا أحد؟ هل نام الناس؟ هل اطمأن الجميع وهجع الجميع في خيامه؟ فانطلق الرجل وعاد إليها فرحاً مسروراً بلذة سيجني ثمارها المرة بعد حين! قال: أبشري لا يرانا أحد، نام الجميع ولا يرانا إلا الكواكب، فقالت له: وأين مكوكبها؟! أين الله؟! {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة:7]، معهم أينما كانوا بسمعه، معهم أينما كانوا ببصره، معهم أينما كانوا بعلمه، فإذا أردت أن تعصي الله ففتش عن مكان أمين لا يراك فيه الله عز وجل!

فقال الرجل: كيف يا إبراهيم والله عز وجل يقول: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر:19]؟! فقال إبراهيم: فهل يجدر بك أن تعصي الله وأنت على يقين أن الله يراك؟!

 قال: يرحمك الله هات الرابعة.

قال: أما الرابعة: إذا أردت أن تعصي الله، وجاءك ملك الموت فقل له: أخر قبض روحي حتى أتوب إلى الله! قال: كيف ذلك والله جل وعلا يقول: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34]؟! قال: أنت تعلم ذلك، وكيف تريد النجاة؟! تعلم أن الموت يأتي بغتة، وتعلم أن ملك الموت لا ينتظر أحداً، ولا يترك شاباً ولا شيبة، ولا رجالاً ولا نساءً ولا صغاراً ولا كباراً.

-أيها العاصي، أيها المسرف على نفسك بالذنوب- فلا تستجب! قل: لا.لن أستجيب لك يا ملك الموت! أو قل: انظرني إلى أجل معدود، لماذا؟ لأعود إلى الله، ولأتوب إلى الله، ولأرجع إلى الله، كلا {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا} [المؤمنون:99 - 100]، إنها كلمة حقيرة لا وزن لها عند الله، لا يستجيبها الله، لقد أمهلك الله، لقد أنزل الله إليك الكتب، وأرسل الله إليك الرسل، وبعث الله إليك العلماء والدعاة فسخرت منهم، واستهزأت بهم، وصددت عن سبيل الله، ووقفت حجر عثرة في دعوة الله، وفي طريق الدعاة إلى الله.

واليوم لما عاينت الحقائق ورأيت الحق الذي لا خفاء فيه تقول: (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي) هو لا يدري إن كان سيعمل أو لا يعمل، وإنما يقول: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا) فعلم الله كذبه، وعلم الله نفاقه، فقال جل وعلا: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:100].

قال: هات الخامسة يا إبراهيم!

قال: أما الخامسة: إذا أردت أن تعصي الله، فإذا جاءتك زبانية جهنم ليسوقوك إلى العذاب فلا تذهب معهم! فبكى الرجل وانطلق وهو يصرخ ويقول: أستغفر الله وأتوب إليه، أستغفر الله وأتوب إليه، اللهم اغفر لنا وراحمنا يا أرحم الراحمين.

نسأل الله أن يرزقنا مراضية وان يجنبنا مناهيه  و أن يجعل مستقبل حالنا خيرًا من ماضية

اللهم آمين

الفقير إلى عفو ربه اللطيف
محمد  سيد الشريف


التعليقات

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية


جميع الحقوق محفوظة

الداعي إلى الله رب العالمين

2021